المشاركة من أجل البقاء: التحقيق في دور الشبكات الاجتماعية خلال الأزمة الإنسانية في اليمن

بعد نحو سبعة أعوام من الصراع، يحتاج ما يزيد عن عشرين مليون يمني - أي 66% من السكان - الدعم. ولكن لا زالت الاستجابة الانسانية في اليمن لا تحظى بالتمويل الكافي، مما يدعي إلى مسألة كيف يتأقلم اليمنيون مع الأزمة؟ أشار أخصائيو الأمن الغذائي كما وأشارت الأبحاث من السياقات الأخرى وسكان اليمن إلى سبب واضح وهو الروابط والشبكات الاجتماعية، ولعله سبب لا يحظى بمكانة عالية عند تحديد كيفية تأقلم اليمنيين مع الصراع.

تتناول هذه الدراسة طرق اعتماد اليمنيون على شبكاتهم الاجتماعية من أجل تحمّل الصراع، بالإشارة إلى المقابلات المعمقة مع ما يقارب 150 أُسرة في تعز، اليمن وخبراء متخصصين عالميين. وعليه، يأمل التقرير على:

— المساهمة في تقديم المزيد من الأدلة حول شبكات الحماية المجتمعية غير الرسمية ودورهم في تمكين الأسر على التعامل مع الأزمات الممتدة والتأقلم معا،

— دراسة الطبيعة العلائقية بدلًا من الفردية للمرونة في ظل الأزمات الممتدة،

— إعلام مجتمع الإعانة بطبيعة وديناميكيات الشبكات الاجتماعية في اليمن بحيث يمكن تصميم المساعدة الخارجية لتكملة هذه الشبكات والاستجابات المحلية.

أظهرت المقابلات أن التضامن الاجتماعي الاستثنائي بين الأسر اليمنية كان أساسيًا في المنع من تراجع الحالات الإنسانية بشكل أكبر في اليمن، حيث أن تعتمد الأسر على الموارد الملموسة وغير الملموسة التي تم حشدها من خلال شبكات الدعم غير الرسمية للتأقلم والعيش مع الأزمة. أرهقت العديد من العوامل غير المسبوقة هذه الشبكات، بما فيه مدة الأزمة التي امتدت على نحو سبعة أعوام والافتقار إلى الموارد وأزمة وباء كورونا ولكن لم يستطع مجتمع الإعانة أخذ دور الشبكات المجتمعية في عين الاعتبار في استجابته للأزمة. يوجه هذا التقرير التوصيات للجهات المانحة وصانعي السياسات والممارسين على الطرق التي يستطيع بها مجتمع الإغاثة حصر الشبكات الداعمة غير الرسمية وتعزيزها، وعدم تقويض دورها.